الجمعة، 11 ديسمبر 2009

صورة تذكارية بمناسبة الذكرى الخمسينية لتسلم الرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم بالمغرب للظهير الملكي الشريف


كلمة السيدرئيس ومدير التحرير لمجلة آل البيت الأستاذ محمد عادل التريكي

بسم الله نستمد منه العون.. والحمد لله خالق الكون.. عليه نعقد الأمل ومنه نتوخى التوفيق.. نسأله دائماً أن يأخذ بأيدينا للخير والسداد..والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله الطاهرين وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.. ورمضان مبارك كريم وكل عام وأنتم بخير.
وبعد
قبل الخوض في صميم الموضوع الذي كُلِّفت به، لا بأس أن نتعرض ولو لمما إلى مرحلة تأسيس الرابطة والأهداف التي ترمي إليها.
لقد تأسست الرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم بالمغرب سنة 1970 على يد المرحوم مولاي امبارك السباعي بالرباط، وبعد وفاته تحول مركزها العام بولاية تطوان سنة 1999 على يد الرئيس العام مولاي عبد السلام بنرحال القرن الإدريسي الذي كان يشغل نقيب ورئيس فرع ولاية تطوان قبل ذلك.
وللرابطة أهداف دينية واجتماعية وثقافية، كما ترمي إلى جمع شتات الشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم، وتعمل على تسهيل الاتصالات بين الشرفاء والدوائر المسؤولة، إضافة إلى تحسين أوضاع الشرفاء ماديا وأدبيا وثقافيا، وكذا حماية الشريعة الإسلامية بالوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويتكون المركز العام بولاية تطوان من أعضاء مؤسسين وأعضاء عاملين وأعضاء شرفيين. وكل عضو ملزم باحترام القوانين الجاري بها العمل. ويدير شؤون الرابطة مكتب إداري مركب من أعضاء يُنتخبون من طرف الجمع العام لمدة ثلاث سنوات. وللمركز العام حق تعيين رئيس فرع له وذلك بتزكية من الرئيس العام نفسه، كما له الحق بإقالته وقت شاء إذا رأى فيه عدم صلاحيته للرئاسة.
وقد نظمت الرابطة منذ تأسيسها عدة أنشطة دينية واجتماعية وثقافية، ومن بين الأنشطة التي تواظب عليها، زيارة ضريح محمد الخامس كل العاشر من شهر رمضان الأبرك والحسن الثاني كل التاسع من شهر ربيع الثاني تغمدهما الله برحمته.
ومن أنشطتها الاجتماعية أنها تراعي الزيارات التفقدية لدار الأطفال المتخلى عنهم، وكذا تنشيط ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل إدماجهم داخل المجتمع وذلك بتقديم عروض مسرحية ومسابقات ثقافية ومعارض تشكيلية وسهرات فنية...
وبالمقارنة مع العهد السابق للرابطة، نجد أن في عهد النقيب عبد السلام بنرحال القرن الإدريسي رأت الرابطة النور من حيث الابتكارات لتنشيط الرابطة، فعملت على تجديد البطاقات وإدخال تحسينات عليها، كما عملت على ابتكار شارات السيارات، واليوميات، ومقابض المفاتيح، والشواهد التقديرية، وتحرير شجرة النسب وغيرها.
وأهم ما بادرت به الرابطة أنها انفتحت على العالم الخارجي عن طريق السلطة الرابعة والتي أعتبرها في نظري "سلطة السلط"، لتؤكد سلطتها الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية إن اقتضى الحال.
فجاءت الفكرة مشتركة بيني وبين السيد النقيب مولاي عبد السلام، وبقينا نتدارس ونفكر في الاسم المناسب لها، وإذ بالحكمةِ الربانية والقدرة الإلهية تتجلى في رؤية السيد الرئيس في منامه بأن تسمى المجلة بـ:"آل البيت"، وهل هناك أفضل من هذا الإسم؟ كلا، إنه لمناسب حقا وخصوصا أننا ننتمي إلى آل البيت المطهرين من سلالة جدنا وحبيبنا محمدe.
وتسمية المجلة بـ: " آل البيت" ليست بالضرورة أنها تنتمي لطائفة الشيعة كما يعتقد البعض، فليس وحدهم المنحدرين من أهل البيت، فكل الشرفاء ينتمون لهم، كما أن خطَّها التحريري ليس بالضرورة أيضا أن يكون دينيا يتعرض للقضايا الدينية فحسب، بل الرسولe كان قائدا دينيا وسياسيا واقتصاديا، واستطاع أن يكوّن دولة إسلامية عظمى في ظرف وجيز، فاهتم بالنظام الاقتصادي وبالعلاقات الدولية مع كبرى الإمبراطوريات، وسار الصحابة رضوان الله عليهم على هذا النهج، فصنعوا المعجزات بالفتوحات الإسلامية والتاريخ شاهد على ذلك. فإذن الخط التحريري للمجلة لا يقتصر على القضايا الدينية فحسب، بل يهتم بجميع القضايا الإنسانية التي يحتاج إليها الناس في كل زمان ومكان.
والإعلام الذي اختارته مجلة "آل البيت" لشق طريقها هو ذلك الإعلام الذي لا يقتصر دوره على قضايا معينة يحققها للإنسان، ولكنه ذلك الذي يتدخل في كل قضية من قضاياه بالدور الملائم والمناسب.
فله أهدافه العقائدية: للإبلاغ بها صافية نقية، ولترسيخها في نفوس المدعوين، ولرد الشبهات المعروضة من قبل المناوئين لصد الآخرين عن الوصول إليها.
وله أهدافه الثقافية: لتعميم الوعي والفهم، والتعليمية للتفقه والمعرفة، والتربوية من أجل إيجاد الفرد الصالح السوي.
وله أهدافه الاجتماعية: الرامية إلى تماسك المجتمع وترابطه، وترسيخ معاني الأخوة والمحبة والإيثار فيه، وغرس روح التعاون على البر والتقوى فيما بينه، وتبدأ أهدافه الإصلاحية بالفرد ثم الأسرة، ثم المجتمع.
وله أهدافه الاقتصادية: الرامية إلى تحسين أوضاع الأمة في الكسب والإنفاق وترشيدها في الأخذ والعطاء، والحماية من الغش والاحتكار، والتحذير من النهب والاستغلال، والمحاربة للربا وأكل الحرام، وعرض أفضل الطرق وأيسرها للتجارة وإدارة الأموال دون أن توجد في الأمة ضيقًا وعنتًا أو تسبب للدولة أزمة وخنْقًا.
وله أهدافه السياسية: للتوجيه والإرشاد، والنصح والمشورة، والتسديد والإصلاح، وتوثيق العلاقة وتنميتها بين الحاكم والأمة على أساس من العدل والطاعة والالتزام، والرعاية لمصالح الأمة، والمحافظة على أمنها وحريتها، هذا في الداخل، وتنظيم العلاقات الدولية وتحديد مسارها سلمًا وحربًا وصداقة ومعاهدة...إلخ.
وله أهدافه الترفيهية: للتسلية والترويح، ولتجديد النشاط وأداء الواجبات والقيام بالمسؤوليات. ولذلك كان الترفيه في الإعلام الإسلامي منضبطًا بكونه لا يتنافى مع الآداب وحسن الأخلاق، ولا يتحول إلى عادة في كل صباح ومساء، ولكن كما في روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلب إذا أكره عمى".
والمتتبع لمجلة آل البيت منذ العدد الأول إلى العدد 33 وهو الأخير، يجد أنها تطرقت إلى قضايا كبرى مختلفة، فتناولت ثمان ملفات دينية وثمان أخرى وطنية وخمس قضايا سياسية و أربع فكرية وثلاث اقتصادية ومثلها دولية واثنان منها اجتماعية، حاولنا فيها إبداء رأينا كشرفاء لنا وجهة نظرنا كما لغيرنا، وأننا جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الحبيب. فإذا انتقدنا ننتقد من أجل البناء لا من أجل الهدم.
ونحن عندما تولينا رئاسة وإدارة تحرير المجلة، لم نكن متطفلين على مهنة الصحافة، فبعد استكمالنا للدراسات العليا في الحضارة والفكر الإسلامي، واصلنا تكويننا في الإعلام والصحافة سواء من الجامعة المغربية أو الأندلسية بإسبانيا، ونلنا على ذلك شواهد تقديرية في تكويننا هذا وآخر شهادة تكوين للصحافة الإلكترونية تسلمتها من السفارة الأمريكية بالرباط. بعد ذلك مارسنا مهنة الصحافة، في العديد من الجرائد والصحف المحلية والوطنية والدولية. كما أخذت عدة مهامات في عدة جمعيات صحافية آخرها رئيسا للجمعية الوطنية لمدراء الصحف المغربية.
صدر أول عدد لمجلة آل البيت يوم 01/12/2006 وكانت هذه هي الانطلاقة الرسمية لها وطبعها ونشرها بصفة منتظمة كل بداية الشهر إلى الآن ولم نتخلف عن شهر واحد دون الطبع حتى تأخذ مصداقيتها لدى وزارة الإتصال، وإن كان العبء ثقيلا على رئيس الرابطة النقيب مولاي عبد السلام من الناحية المادية أي تكلفة الطبع ومصاريفها حتى اختل ميزان العرض والطلب فكان العرض أكثر من الطلب. وهنا أفتح باب التشجيع للمساهمة في الاشتراك السنوي لها إذا أردتم لها البقاء والاستمرارية. علما أنها تفتقر إلى المساندة والمساعدة المادية والمعنوية، التي تحظى بها بعض الصحف المغربية، ومن هنا أيضا أدعو مَن بيدهم زمام الأمور الالتفاتة المحمودة إلى مجلة الأشراف التي:
· هي رؤية إعلامية عربية إسلامية.
· هي صوت المغيَّبين والمهمَّشين.
· هي مفهوم جديد للإعلام العربي والإسلامي المعاصر.
· تنشر كل القضايا وتوصلها إلى المسؤولين.
· هي لرجال الإعلام المتميزين والمرأة جزء رئيسي فيها لتنمية الإعلام العربي والمغربي بالخصوص.
· تبحث عن الحقيقة وتنتصر لها.
· تنحاز للوطن..كل الوطن.
· تدافع عما تراه صحيحا وتحترم الرأي الآخر.
ومنذ تأسيسها ونحن نعمل جاهدين وجادين في عملنا الصحفي، نحترم ميثاق الشرف لقانون الصحافة ونخضع له ولا نتجاوز الخط الأحمر لنبقى بحق شرفاء على آبائنا وأجدادنا في القول والعمل. وحتى لا نتشبه بأولئك الذين يمارسون هذه المهنة ويدنسونها بتشدقهم لكلمات لا أساس لها بالنبش على تراب الموتى أو التطلع إلى عورات أسيادهم. فهذا ليس من شيمنا ولا من أخلاقنا، بل نذكر موتانا بخير ولا نقول فيهم إلا الخير. فلا محاسب ولا معاقب إلا الله سبحانه وتعالى.
ولكن لا يعني هذا أننا نتستر على الفاسدين المفسدين والظالمين المتظلمين، والخائنين لوطنهم ولإخوانهم، أبدا، بل نأخذ ونفضح كل عمل غير صالح إذا ثبت لدينا الدليل، وهذا يصب طبعا في العمل الصحفي الجاد.
وللمجلة مكاتب حسب فروع الرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة داخل المغرب وخارجه:
ففي المغرب نجد المكتب العام بتطوان ، ثم في شفشاون/ أصيلا/ العرائش/ الرباط/ / الدار البيضاء/عين الله عمالة زواغة مولاي يعقوب/ فاس مكناس/ الحسيمة/ الناظور/ وزان/ ورزازات/ طانطان/ مراكش/ أكادير/ سطات/ عين بني مطهر-وجدة/ ومن اليوم في طنجة.
وفي خارج المغرب نجد مكاتب بـ: إسبانيا/ فرنسا/ هولندا/ بلجيكا/ إيطاليا/ ألمانيا/ سويسرا/ المملكة العربية السعودية/ المملكة الأردنية الهتشمية/ جمهورية مصر العربية.
وفي الختام، نسأل الله أن يعيننا في ديننا وعملنا وأن يوفقنا لما فيه الخير والصالح العام )وقل اعملوا فسيرى الله عملَكم ورسولُه والمؤمنون( صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
طنجة في: الأحد 13 شتمبر 2009 موافق 23 رمضان 1430هـ